عودتنا الأساطير القديمة أن نرى زوجة الأب امرأة شريرة، شديدة قسوة القلب، تكره أطفال زوجها وتتعمد إيذائهم، وهكذا تشكلت لدى مجتمعنا الذي تعتب...
عودتنا الأساطير القديمة أن نرى زوجة الأب امرأة شريرة، شديدة قسوة القلب، تكره أطفال زوجها وتتعمد إيذائهم، وهكذا تشكلت لدى مجتمعنا الذي تعتبر الدراما والقصص والحكايات القديمة جزء من مورثاته الثقافية، تشكلت صورة ذهنية عن زوجة الأب يصعب تغييرها بعدما تاصلت داخل العقول بشكل مبالغ فيه.
هذا، وقد أشارت دراسة حديثة أعدتها جامعة برينستون إلى أن الأطفال الذين تربيهم زوجات آبائهم كانوا عرضة لقلة الرعاية الصحية الجيدة، والتعليم، والمصاريف التي تنفق على تغذيتهم مقارنة مع الأطفال الذين تربيهم أمهاتهم البيولوجية، الأمر الذي يدعم للأسف الصورة الذهنية التي رسمتها لنا الأساطير القديمة عن زوجة الأب.
أنتِ لست أماً لهم
يجب على زوجة الأب أن تدرك جيداً أن عقد زواجها لا يعني أبداً أنها حصلت على زوجها وأولاده معه، إن الأطفال يأخذون عادة مزيداً من الوقت لاعتياد وجودك، فلا تتعاملين مع الأمر بمنطق "كن فيكون"، فلن يعتاد عليك الصغار من أول يوم أو من أول أسبوع، الأمر يتطلب مجهود قاسي، ويتطلب منكِ جهداً مكثفاً لكي تعرفي شخصية الأبناء وطبيعة سلوكياتهم، وعلى ماذا يعتادون، والاشياء التي يحبونها والأخرى التي يكرهوننها، وهكذا.
لا تتحدثي بالسوء عن الام البيولوجية
إذا كانت معلوماتك عن زوجة زوجك السابقة سيئة فاحتفظي بها لنفسك، ولا تتفوهين بكلمة أمام الصغار، إن هذا الأمر سيجعلك مكروهة بأعينهم، وسيؤثر سلباً على معنوياتهم وسلوكياتهم في المستقبل، سواء تجاهك أو تجاه الأب أو تجاه المجتمع ككل فاحذري.
كذلك لا تكوني صارمة معهم كل الوقت، ولا تبالغين في اللين بحيث يستهتر بكِ الطفل ولا يعطي لنصائحك وتوجيهاتك أي قيمة، فخصصي وقتاً للتحدث مع الطفل أو كل طفل على حدى إذا كانوا أكثر من طفل، وتعرفي على طباعهم وشخصيتهم ثم قرري طريقة التعامل معهم، واتبعي طريقة زوجك في تربيتهم ورغبته في تنشئتهم على مبادئ محددة يمكن أن يقررها هو أو تقرريها أنتِ بالاشتراك معه.
احذري التفضيل بين الأبناء
إذا رزقك الله بطفل جديد من زوجك، فاتقي الله في صغاره الآخرين، وكوني أماً حقيقية لجميع الأبناء، ولا تعاملي أطفالك بطريقة مختلفة عن الطريقة التي تعاملين بها أبناء زوجك، فإن كنتِ لا تقصدين ذلك التصرف العفوي، فإن أطفال زوجك سينتبهون للأمر جيداً وسيشعرون بالتفريق من الوهلة الأولى، فهم في ذلك الوقت شديدي الحساسية وشديدي التأثر بأي معاملة مختلفة منكِ تجاههم، لذا حاولي السيطرة على هذه الرغبة الأنانية، وأنسي الأسماء وأنسي الأشكال وركزي فقط على المشاعر، مشاعرك كأم ومشاعرهم كأطفال وستجدين بأن الحياة كفيلة بأن تجمعكما معاً كعائلة متحابة ومترابطة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق