نسمع دائما عن أسماء مختلفة لقراءات مختلفة للقرآن الكريم فماهى تلك القراءات ومن أين جاءت وما وجه الإرتباط بينها وبين القرآن الكريم ؟ إن ا...
نسمع دائما عن أسماء مختلفة لقراءات مختلفة للقرآن الكريم فماهى تلك القراءات ومن أين جاءت وما وجه الإرتباط بينها وبين القرآن الكريم ؟
إن القرآن والقراءات حقيقتان متغايرتان، فالقرآن هو: الوحي المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم للبيان والإعجاز. والقراءات هي: اختلاف ألفاظ الوحي المذكور في كتابة الحروف أو كيفيتها من: تخفيف، وتثقيل وغيرها.
وقد قسَّم أهل العلم القراءات القرآنية إلى قسمين رئيسين هما: القراءة الصحيحة، والقراءة الشاذة .
أما القراءة الصحيحة فهي القراءة التي توافرت فيها ثلاثة أركان هي:
- أن توافق وجهاً صحيحاً من وجوه اللغة العربية .
- أن توافق القراءة رسم مصحف عثمان رضي الله عنه .
- أن تُنقل إلينا نقلاً متواتراً، أو بسند صحيح مشهور .
فكل قراءة استوفت تلك الأركان الثلاثة، كانت قراءة قرآنية، تصح القراءة بها في الصلاة، ويُتعبَّد بتلاوتها. وهذا هو قول عامة أهل العلم ،أما القراءة الشاذة فهي كل قراءة خالفت الرسم العثماني على المعتمد من الأقوال؛ وعلى قول: إنها القراءة التي اختل فيها ركن من الأركان الثلاثة المتقدمة.
القراءات العشر و اشهر الرواة.
- قراءة نافع المدني، وأشهر من روى عنه، قالون و ورش .
- قراءة ابن كثير المكي، وأشهر من روى عنه البزي و قنبل .
- قراءة أبي عمرو البصري، وأشهر من روى عنه الدوري و السوسي .
- قراءة ابن عامر الشامي، وأشهر من روى عنه هشام و ابن ذكوان .
- قراءة عاصم الكوفي، وأشهر من روى عنه شعبة و حفص .
- قراءة حمزة الكوفي، وأشهر من روى عنه خلف و خلاد .
- قراءة الكسائي الكوفي، وأشهر من روى عنه أبو الحارث و حفص الدوري .
- قراءة أبي جعفر المدني، وأشهر من روى عنه عيسى بن وردان و ابن جماز .
- قراءة يعقوب المصري، وأشهر من روى عنه رويس و روح .
- قراءة خلف بن هشام البزار البغدادي، وأشهر من روى عنه إسحاق بن إبراهيم و إدريس بن عبد الكريم .
ثم إن كل ما نُسب لإمام من هؤلاء الأئمة العشرة، يسمى ( رواية ) فنقول مثلاً: قراءة عاصم برواية حفص وقراءة نافع برواية ورش ، وهكذا .
هذه هي أسماء القراء العشرة وأسماء رواتهم المشهورين ، اقتصرنا علي��م ، وأعرضنا عن غيرهم ممن لم تتواتر قراءته للاختصار ، ثم نضيف هنا ذكر ثلاثة ألفاظ يدور ذكرها غالباً على ألسنة أهل هذا الفن ونشرح المقصود عندهم منها تتميماً للفائدة ، وإكمالا للإجابة وهي: القراءة ، والرواية ، والطريق.
فالقراءة هي: ما نسب إلى القارئ.
والرواية هي: ما نسب إلى الراوي عن الإمام.
وأما الطريق: فهي ما نسب إلى من روى عن الراوي وإن سفل ، مثال ذلك: إسكان ياء محياي ، فإنه قراءة أبي جعفر ، ورواية قالون عن نافع ، وطريق الأزرق عن ورش.
فبمعرفة الفرق بين القراءة والرواية يتضح جليا أن القراءات المتواترة عشرة ، وأن الروايات المشهورة عشرون.وللتاكيد على وجود القراءات فى السنة النبوية حديث ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: "أَقْرَأَنِي جِبْرِيلُ عَلَى حَرْفٍ فَرَاجَعْتُهُ فَلَمْ أَزَلْ أَسْتَزِيدُهُ وَيَزِيدُنِي حَتَّى انْتَهَى إِلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ".هذا هو نص الحديث. وأما درجته فهي في أعلى الصحة كما هو واضح.
أن اختلاف القراءات عندنا ليس عن رأي واجتهاد ، وإنما هي سنة متبعة أي عن دليل واتباع ، فإن القرآن ثابت بالنقل في جميع قراءات القرآن السبعة التي اشتهرت بين المسلمين وعملوا بها. ونزل القرآن على سبعة أحرف ، ثم اجتمع المسلمون على حرف واحد ، عندما جمع الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه القرآن في مصحف إمام ، وأمر بما سواه من المصاحف فأحرقت ، ووافقه الصحابة كلهم على ذلك ، فكان إجماعاً . وهذه القراءات السبع وجوه راجعة إلى هذا الحرف ، ومعانيها ليس بينها تضاد كما سبق ، بل فيها تنوع وتكامل يكشف عن وجوه في إعجاز القرآن وشمول معانيه ، وتيسير تلاوته. وما وقع بين القراءات من بعض الاختلافات فهو في الشكل لا في أصل المعنى ومن باب اختلاف التنوع في المعاني لا من باب التضاد، فإن الله نزه كلامه عن هذا الاختلاف الذي يضر . وتعدد القراءات كان بوحي من الله لحكمة ، لا عن تحريف وتبديل.
ولنضرب مثالاً على ذلك بين روايتي ورش وحفص . قال تعالى : ( في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً ولهم عذاب أليم بما كانوا يَكذِبون).[ سورة البقرة : 10]. قرأ حفص ( يَكذبون) بفتح الياء وسكون الكاف وكسر الذال بمعنى يخبرون بالأخبار الكاذبة عن الله والمؤمنين . وقرأ ورش (يُكَذِّبُون) ؟ بضم الياء وفتح الكاف وتشديد الذال المكسورة بمعنى يكذبون الرسل فيما جاءوا به من عند الله من الوحي ، فمعنى كل من القراءتين لا يعارض الآخر ولا يناقضه ، بل كل منهما ذكر وصفاً من أوصاف المنافقين ، وصفتهم الأولى بالكذب في الخبر عن الله ورسله وعن الناس ، ووصفتهم الثانية بتكذيبهم رسل الله فيما أوحى إليهم من التشريع ، وكلاهما حق ، فإن المنافقين جمعوا بين الكذب والتكذيب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق