عندما تطأ أرجل الشباب والفتيات أرض الحرم الجامعي لأول مرة ، نرى جميع العيون حائرة، والسلوكيات مضطربة، كأنهم دخلوا إلى عالم جديد ل...

عندما تطأ أرجل الشباب والفتيات أرض الحرم الجامعي لأول مرة، نرى جميع العيون حائرة، والسلوكيات مضطربة، كأنهم دخلوا إلى عالم جديد لم يعرفوه من قبل، خاصة ولأن المدارس المصرية تمنع اختلاط الأولاد بالبنات، فسوف يكون اليوم الأول في الجامعة هو أول يوم يختلط فيه الجنسين، والكل في هذا اليوم يتصرف بحرص شديد، كلاً حسب بيئته وأخلاقه، وما تربى عليه.
بعد فترة يبدأ البنات والشباب كلاهما يبحث عن شريك لإقامة علاقة غرامية معه، وهو سلوك طبيعي جدا لهذه السن، ولكن سرعان ما تنتهي هذه العلاقات بالفشل مهما طال وقتها، لأن بانتهاء سنوات الدراسة تنتهي العلاقة، حينما تخرج من إطار الحرم الجامعي لتصطدم بأرض الواقع الذي يدفع الشباب التخلي عن أحلامهم من أجل الحصول على وظيفة وراتب، والانتظار لن يكون في صالح الفتاة في هذا الوقت العصيب، فتنتهي العلاقة باختيار الطرفين، أو بانسحاب طرف من أطرافها، حسب ظروف كل علاقة.
الواقع يختلف
وفي هذا الإطار، تقول إحدى الفتيات أنها لم تتحدث مع أي شاب منذ ولادتها وحتى حصولها على الثانوية العامة بمجموع عالي أدخلها احدى كليات القمة، وهناك تعرفت على زميل محترم التقت معه فكرياً وشعرت أنه الشخص المناسب الذي يمكن أن ترتبط به ويكون لها زوجاً في المستقبل، واستمرت علاقة الحب المحترمة بينهما طيلة أربعة سنوات، بعدها طلب منها الشاب أن تنتظره بعض الوقت من أجل الحصول على وظيفة وراتب مناسب، رغم أنه كان ينتمي لعائلة ثرية، واعتبرت أن هذا التصرف من الشاب بمثابة تخلي عنها، فهو لا يحتاج الراتب أو الوظيفة كي يتقدم لها، وأنهت العلاقة .. وتقول .. كلام الواقع يختلف كثيراً عن الكلام الذي كنا نسمعه داخل أسوار الجامعة.
وهنا فتاه أخرى ترى أن الفضول هو الذي يدفع الشباب والبنات إلى إقامة علاقات غرامية داخل الجامعة، وربما اهمال الأسرة وعدم تتبع أخبارنا يدفعنا إلى الخوض في علاقات لا نعلم إلى أين ستنتهي بنا، ولن أنكر عليكِ أني ارتبط بشاب زميل لي في الكلية، وأحبه كثيراً، ولكني لا أدرى ما المستقبل الذي ينتظرني معه، غير أني لا استطيع التخلي عن مشاعري، خصوصاً لأنه أمام عيني طوال النهار، فكيف ابتعد؟.
التفاخر أمام الزملاء
الشاب عندما يدخل في علاقة حب مع أي زميلة لا يفكر في الغد، فكل ما يهمه هو الحصول على أجمل بنت وأقوى شخصية داخل الكلية، من أجل أن يتباهى أمام زملائه بأنه فاز بالبنت الجميلة الجذابة، ولن نجد شاب جاد في علاقته العاطفية داخل الجامعة إلا ما رحم ربي، لذا يجب أن تحاسبى جيداً على مشاعرك، ولا تعطيها أبداً إلا لمن يستحقها.
أم الشباب فيقول ، الحب موجود في الجامعة، ولا يوجد سبب من أجل أن نرفضه أو نحظر وجوده، مؤكداً أنه مادام الوعي موجود بين الطرفين فسوف تستمر العلاقة بنجاح، وقال أنه قبل دخول الجامعة كانت الفتاة بمثابة خط أحمر ممنوع الاقتراب منها، فعندما يدخل الشاب الجامعة ويجد نفسه أمام الجنس الآخر، يقيم علاقات لا من أجل الحب، إنما من أجل التسلية وسد الفراغ العاطفي، وقد تكون العلاقات جدية، لكن ظروف الحياة والمعيشة تحول دون الوصول إلى النجاح الكامل للعلاقة.
لكل علاقة ضوابط تحميها
يقول الداعية مصطفى حسني، أنه لا يوجد علاقة بين ولد وبنت إلا للضرورة القصوى، فهناك لابد أن يكون هناك سبب للتعامل بين الفتاة والشاب، ولابد أن تكون العلاقة خاضعة للضوابط الشرعية التي أقر بها الإسلام، وهذه الضوابط أهمها غض البصر، لأن للعيون لغة يمكن أن يخضع لها الشاب أو الفتاة ويقع في العلاقة المحرمة، كما لا يجوز وجود خلوة بين الولد وبنت في أي مكان بمفردهما، كما لا يجوز خضوع العلاقة للمس أو للكلام الخارج عن نطاق الضرورة.
وأكد الداعية مصطفى حسني أن سبب فشل العلاقات في الجامعة أنها لا تخضع للضوابط الشرعية، ولأن البنات والشباب تجاوزوا كل الحدود الشرعية في العلاقة لهذا لن يبارك الله لهم وستنتهي العلاقة حتماً بالفشل وخيبة الأمل والجرح العميق خاصة الفتاة، مشدداً على أن الالتزام بما أقره شرع الله هو الوسيلة الوحيدة التي يمكن أن تنجي الفتاة من شراك الحب في الجامعة الذي ينتهي معظمه بالفشل نتيجة عدم الجدية وعدم الالتزام بكلام الله ورسوله.
قتل الطموح
من جانبه يقول شريف شحاتة خبير التنمية البشرية أن الحب في المرحلة الجامعية يقتل الطموح لدى الشاب والفتاة، ويبعدهم عن التركيز في مستقبلهم، وهذا هو أكبر خطر يواجه هذه المرحلة الخطيرة في حياة كل إنسان، وقال أن الميل للجنس الآخر فطرة خلق الله عليها عباده، مؤكداً أن الاندفاع نحو إقامة علاقات عاطفية في الجامعة سمة من سمات هذه المرحلة السنية التي يختلط فيها الشاب لأول مرة بالفتاة والعكس صحيح، ولكن لابد أن ننشر ثقافة الوعي بين طلاب الجامعة من أجل تنظيم مثل هذه العلاقات، وتأهيل كل شاب وفتاة لكي يستطيعوا تقييم علاقاتهم العاطفية، ويكونون قادرون على حمايتها أو الفرار منها إن لزم الأمر، الأمر الذي يتطلب دورات تثقيفية وتدريبية داخل جميع جامعات مصر، وهذا هو دور قادرة الرأي ومؤسسات المجتمع المدني في البلاد.
المصدر: مش مشكلتى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق