كنت فخورة بك وسعيدة معك، لم أشعر يوماً بأنَّ هناك ما ينقصني من أجلك، تركت عملي لأتفرغ لك، وانشغلت بك عن كل من حولي، فأصبحت أحبُّ ...

كنت فخورة بك وسعيدة معك، لم أشعر يوماً بأنَّ هناك ما ينقصني من أجلك، تركت عملي لأتفرغ لك، وانشغلت بك عن كل من حولي، فأصبحت أحبُّ ما تحبُّ، وأكره ما تكره. كنت لك الزوجة والأم والأخت والابنة.. مضت سنوات عمري وتفتحت خلالها مشاعري وعواطفي واستقررت معك، لم يتغير شعوري نحوك أو يفتر إحساسي بك، بل زاد وتضاعف مع الأيام.. عشنا معاً في مملكة خاصة بنا.. مملكة ليس لها حدود، جعلتني أطير فيها من دون أجنحة. معاً عشنا أجمل أيام حياتنا التي أثمرت بأبناء يحملون ملامح هذا الحبّ الكبير، واستمرت أيامنا رائعة مستقرة يغلفها الود والسكن والألفة والمحبة.. لا لن أسترسل في التعبير عن سعادتك معي، فأنت تعرفها وتلمسها أكثر مني.. هل تذكر عندما كنت أخبرك بأنَّ أعماقي تشعر بخوف من هذه السعادة المقيمة معنا. كنت تضحك وتخبرني بأنني خاتمة حياتك، ولن تتغير مهما حدث، لكن تحقق خوفي عندما فاجأتني وبلا مقدمات بتغير معاملتك معي ومع أبنائك، ولم نعد في قائمة حساباتك وتضاعفت عصبيتك بلا مبرر، وتبدّل كل ذلك السكون إلى عاصفة، حاولت أن أعرف ما الذي حدث، حتى اضطربت أحاسيسك وتداخلت عواطفك، ولم تعد قادراً على التعايش في الهدوء، وكأنَّ زلزالاً قوياً قوَّض أعماقك، فليس من المعقول بعد أن عشنا قصة حبٍّ طويلة تتبدد سعادتنا وتنقلب إلى تعاسة.. وكانت صدمة عنيفة تلقيتها منك بعد طول عشرتنا؛ عندما أخبرتني بأنَّك تنوي الزواج بأخرى، ورغم عنف الصدمة إلا أنني حاولت أن أحتويها، وناقشتك وذكّرتك بالنتائج السلبيَّة لو أقدمت على خوض هذه التجربة، ووضحت لك عن قمة احتياجي أنا وأبنائك لوجودك معنا وبيننا، خاصة ونحن بلغنا هذه المرحلة في السن، كما أنَّ أبناءنا يعيشون مرحلة من أخطر مراحل عمرهم، وبعدما رأيت كم عانيت وتألمت قررت أن تتراجع. وكنت أتساءل ترى لماذا فكرت في أن تُقدم على تلك الخطوة؟ أسئلة كثيرة كانت تدور في مخيلتي، أسئلة ظلت مُعلقة من دون أي إجابة، فهل كان ينقصك شيء؟ وهل قصّرت في أي أمر؟ فقد احتويتك بكل ما تتضمن هذه الكلمة من معانٍ عميقة، وبعد فترة أتت الرياح بما لا تشتهي السفن، وعدت لنفس منوالك وبكل ثقة أخبرتني بأنَّك لن تستطع في هذه المرة التراجع مهما حدث، وسددت أذنيك، وحجرت قلبك، ولم ترحم ضعفي ولا توسلاتي، ونفذت قرارك ورحلت عن حياتي، رحلت بعد أن تركت وراءك جراحاً لن تندمل، وأجنحة لن تعود كما كانت ترفرف؛ لأنَّها تكسَّرت وأصبحت أعيش على مخزون ذكرياتي وكأني أخذت ما يكفيني من السعادة وجاء نصيبي من التعاسة.
أنين الوقت
نظرت إلى ساعتي منتظرة موعدنا.. وها هي عقارب الساعة تمضي مسرعة.. حاملة معها روحي التي تركت قلبي وحيداً.. فانتظرت وانتظرت ولم تأتِ.. فحملت جسدي.. وأعددت عيني لبكاء الليل.
المصدر: مجلة سيدتى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق