لم يَحْرِم الإسلام المرأة حق العمل، ولكنه لم يُلْزِمها بالعمل خارج البيت لتعول نفسها، بل عهد إليها بشؤون البيت، ولم يمنعها من الخروج إن اق...
لم يَحْرِم الإسلام المرأة حق العمل، ولكنه لم يُلْزِمها بالعمل خارج البيت لتعول نفسها، بل عهد إليها بشؤون البيت، ولم يمنعها من الخروج إن اقتضت الضرورة ذلك، وكانت الصحابيات الجليلات يتكسبن ويقمن بكثير من المهن، وكانت أم المؤمنين زينب بنت جحش امرأة صناع اليد "أي ماهرة في عملها"، تدبغ وتخرز وتتصدق في سبيل الله، وكانت زوجة عبدالله بن مسعود صناعاً، وليس لزوجها مال فكانت تنفق عليه وعلى ولده.
يقول الشيخ الشعراوي "الإسلام لا يمنع المرأة من العمل، ولكن يضعه في حدود الضرورة، وقد بين القرآن أمثال هذه الضرورة في قصة ابنتي شعيب إذ إن أباهما كان شيخاً لا يقوى على السعي، وليس لهما إخوة ذكور، ثم هما تلزمان حدودهما فلا تزاحمان الرجال بل تنتظران حتى يصدر الرعاء. قال تعالى "وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لاَ نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ"، ولكن كان عمل المرأة في الإسلام مرتبطاً بحالات الضرورة التي تستوجبه.
ولكن المسلمون للأسف حاولوا السير في طريق الغرب المسيحي الذي شدد على عمل المرأة بل وأوجبه، مع أن الغرب نفسه أدرك خطورة هذا الطريق، ويحاول مصلحوه تنبيه المجتمع لذلك، حيث يقول الفيلسوف والأديب الروسي "تولستوي": على الرجل أن يكد ويشتغل، وما على المرأة إلا أن تقيم في البيت، لأنها زوجة، أو بعبارة أوضح لأنها إناء لطيف سريع الانثلام والانكسار".
وتقول الممثلة الأمريكية المشهورة، مارلين مونرو في رسالتها التي كتبتها عند انتحارها: "إنني أتعس امرأة على هذه الأرض، لم استطع أن أكون أماً. إني امرأة أُفضّل البيت والحياة الشريفة الطاهرة، بل إن الحياة العائلية هي رمز سعادة المرأة. لقد ظلمني الناس. وأن العمل في السينما يجعل المرأة سلعة رخيصة تافهة، مهما نالت من المجد والشهرة الزائفة".
إلى جانب ذلك يعترف أحد الباحثين الغربيين، عن سمو مكانة المرأة في الشرق قائلاً "إن المرأة في الشرق تُحترم بكل نبل وكرم، وفي الشرق يشمل الرجل زوجته بعين الرعاية، ويبلغ الاعتناء بالأم إلى درجة العبادة، وفي الشرق لا نجد رجلاً يقوم على إلزام زوجته بالعمل ليستفيد من كسبها". وتقول امرأة غربية: "إنني أغبط المرأة المسلمة، وأتمنى أن لو كنت مولودة في بلادكم".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق