كان الصدق والكذب جاران , وكان لكل منهما دكان , كان الصدق يبيع ويشتري بأمانة , وكان يحب الناس ولا يتأخر عن معاونة من يحتاج المعو...
كان الصدق والكذب جاران , وكان لكل منهما دكان ,
كان الصدق يبيع ويشتري بأمانة , وكان يحب الناس ولا يتأخر عن معاونة من يحتاج المعونة ,
فأحبه الناس ووضعوا ثقتهم فيه , لصدقه وأمانته , لذلك إزدهرت تجارته .
أما الكذب فكان غشاش مخادع منافق يكره الناس ولايحب الخير إلا لنفسه , كان يدعي حب الناس وهو يكرههم ,
ولكن الناس تستطيع ان تفرق بين الصدق والكذب , لذلك كرهوا غشه لهم , وآثروا التعامل مع الصدق , وانصرفوا عنه .
بدأ الصدق يزداد غنى والكذب يزداد فقرا , فكل من يكتشف كذبه , يتركه ويشتري من الصدق ,
وبنى الصدق بيتا كبيرا كالقصر , به حديقة واسعة , وتزوج من صدوقة ابنة عمه ,
وازداد الكذب كرها للناس وعلى رأسهم الصدق , ولكنه كان دوما يكذب على الصدق وينافقه , ويدعي أنه يحبه ,
ويطلب منه المساعدة وكان الصدق يساعده دون تأخير , والكذب مازال يحقد على الصدق ويظهر له المحبة .
ولما كان العيد , سمح الصدق لكل خدمه أن يزوروا زويهم , وذهب مع زوجته لزيارة أبوها ,
ثم عاد مسرعا ليستقبل ضيفه الذي أراد أن يزوره في العيد , ولم يكن اي ضيف
إنه الكذب الذي كان يتلصص على أخباره ويعلم جيدا انه بمفرده في البيت , وحضر الكذب إلى البيت وكان قد أحضر معه كعكا هدية للصدق ,
وطلب من الصدق أن يأكل هديته , فأكلها فنام فورا , لأن الكذب وضع فيه أعشاب منومة ,
ولما نام الصدق , حمله الكذب , وذهب إلى قبو المنزل وحبسه فيه , وجلس في المنزل ينتظر القادمون ,
فلما قدم الخدم وصدوقة زوجة الصدق , أخبرهم الكذب أن صديقه الصدق قد سافر في تجارة , وباع له كل ما يملك البيت والدكان ,
وأطلعهم على عقود مزورة , فغضبت صدوقة من زوجها لأنه سافر دون أن يخبرها أو يودعها ,
فقال لها الكذب , إنه مسكين لا يحتمل ألم الفراق , لذلك سافر بهدوء دون أن يخبر أحد
فعادت صدوقة لبيت أبيها وانصرف الخدم , وبهذه الطريقة استولى الكذب على كل أملاك الصدق , وحبسه في القبو ,
ولم يكن للقبو إلا شباك واحد صغير عليه اسياخ حديدية مطل على حديقة المنزل , والحديقة واسعة جدا فلم ولن يراه أحد
واستعان الكذب بخدم من خارج البلدة , لا يعرفون الصدق , وأخبرهم بأن الشخص المسجون بالقبو , مجنون مسكين وهو يعطف عليه .
كانت صدوقة في بيت أبيها تتحدث معه بينما رأت حمامة بيضاء دخلت غرفتها ترفرف أمامها بجناحيها ,
فاقتربت منها صدوقة
وقالت لها عرفتك أيتها الحمامة العزيزة , فضحك أبوها
وقال لها أتكلمين الحمام ,
فقالت صدوقة : إن هذه الحمامة كانت مريضة فداويتها أنا وزوجي , وكنا نضع لها الحب والماء حتى شفيت وعادت للطيران .
فقال لها الأب : لعلها تريد الحب والماء , قومي احضري لها الحبوب , فقامت صدوقة تطعم الحمامة وكانت تفعل هذا يوميا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق