تاريخيا لا يستطيع احدا الإدعاء على المرأة المصرية بأنه (راكب دماغها ) حتى ولوكان عفريتا احمرا قادما من جوف سابع أرض. كما ...
تاريخيا لا يستطيع احدا الإدعاء على المرأة المصرية بأنه (راكب دماغها )
حتى ولوكان عفريتا احمرا قادما من جوف سابع أرض.
كما لاتقدر ذات المراة المصرية على اقناعنا بأن من يركب دماغها هو شاب تتماهى ذائبة في أصابع يديه
لا تمتها في وجد بجنون ،فيما تستسلم لحذر شعور لذيذ جدا،والفتى يحوط وسطها بذراعه ،
فيما يعطيان ظهريهما للد نيا،ويندمجان في النظر الي النيل من شرفة الكورنيش التي باتت ملاذ العشاق
وقد قست عليهم وقائع العيشة في هذا البلد فولوا وجوههم شطر النهر مشيحين عن الدنيا وما فيها .
ولا تستطيع المراة المصرية ان تحشد في أدمغتنا ان من يركب رأسها هو
طيف أب تعتبره المثل الأعلى وترى فيه تجليات المسئولية ، والرجولة ،والحضن والحصن والحماية .
ولن تنجح أحدى نساؤنا في اظهار مدرس ما في المرحلة الثانوية باعتباره فارس دماغها الذي يركبها حين يشاء ،
و يقودها الى حيث يشاء بشعر أبيض في فوديه ،وعبير رائحه سجائر يهف حين يمر وسط صفوف تلميذاته،
مستقبلا كراسات الواجب التي تعمدت إحداهن أو معظمهن تجفيف ورود حمراء بين صفحاتها .
حتى نجوم الشاشة من الممثلين رائعي الحسن مثل –في جيلنا –جيمس دين بمنديله الحمر المعقود على الرقبة ،
وكيرك دوجلاس بشفتيه المبتلتين دائما والمغريتين بالتقبيل ،وأحمد رمزي الذي لا ينسى ابدا فك أزرار قميصه ،
أو عمر الشريف حين ينادى حبيبته :"يا بتاتس"،أو –في الجيل الجديد-براد بيت بملامحه المسمسمة ،
وانطونيو بانديرس بفحولته التي لا تحتمل مناقشة ،
وجورج كلوني بنظرة عينيه القادرة على تثبيت اجدعها بنت سائحة نائحة ،
مرتعشة سائبة مفاصلها لا تتماسك الى حين توقفه عن النظر!
أو احمد عز بصياعته المحببة ،وأحمد السقا برجولته التي لاتنتمي –شكلا وموضوعا-لهذا الزمان ،
أو تامر هجرس بطوله الفارع وعضلاته الضخمه التي تدفع أي بنت فوراالى خيالات نتصورها حيت تهصر خصرها فتشعرها
مغادرة ظمأها للحبالى عين حياة ترويهخا ،وكانها شارفت الجنة أو دخلتها .
كا أولئك الأفاضل السابق الشارة اليهم لا نقتنع ،
ولا ينبغي لأحد تصور إقناعنا بأن منهم الذي يركب دماغ البنت أو المرأة المصريتين .
إذ أن النسوان المصريات تحببن الحب ، وتتوحدن مع المثل العلى ، وحين الطيش تنزعن للنضج ،وحين النضج تفتشن عن
الطيش ،ولكن دماغها تظل دماغها ،لا يمكن تأميمها أو خصخصتها بلغة الأقتصاد.
واحد فقط يستطيع الإدعاء بأنه يركب أدمغة الستات ،واعني به الكوافير !!
الكوافير.. هو الذي تمنحه المرأة دماغها تسليم مفتاح ليفعل بها ما يشاء ،قاصاخصلات الشعر،
أو صابغها ليصير لديناشعبامن الشحارير ،يزهو كله بشعور صفراء فاقع لونها ،
أو ملامسها بألوان الى الهاي لايتس دافعانحو ايحاءات الشقاوة ،أو الغموض ،أو الجسارة والإقتحام ،أو لافا الشعر على
بكرات الرولو محيلا رأس زبونته الى قاعدة صواريخ توشك القذائف على الأندفاع من مواسير اطلاقها.
أو بحساسية رهيفة-يلطش شعر النساءبألوان الماشيت المتدرج من الأصفر المبيض الى الذهب والبني الفاتح والغامق على نحو بديع .
هو المللك.. لا غيره ،سواء كان الهدف هو "ميزانبليه "أو مجرد "كودوباني".
هو الوحيد الذي تعطيه المرأه الأمان ،فيعبث بأصابعه في دماغها ،وبظهر المشط، ويعجن الرأس بكريمات وسوائل ، أو
يشدها الى الخلف في حوض الغسيل مغرقها في رغاوي الشامبو ،أو يرشقها بالبنس والكليبس، أو يجففها بالسشوار
،أويفرد شعراتها بمكواه اليد ،أو يرشها بسبراي المثبت ،ثم يستمتع بتللك الضغطة التي تدس فيها زبونته البقشيش في يده
،وربما أطالت الضغط تعبيرا عن لمحة عرفان أنثوية خاصة .
الكوافير هو الذي تتحول المرأة بين يديه الي جارية تنافقه وتماحكه ،كيما يزيد تفننه في ابداعاته التي تكسو دماغها ،
وهو الذي تتبسط معه ،وتتبوح بهمومها ،وتجليات علاقتها بزوجها الخائن ،
أو متاعبها في مجاهدة نجلهو وتقتيره الشديدين ،أو تفصح –في وثائق نسائية تقليدية –عن رأيها في كل زبوناته اللاتي
يتصادف وجودهن في المحل ،فيما يرد صنيعها بأن يهمس في أذنها حول ما خفي من امورهن ،وعلى نحو يفضي الى
تحقيرهن بما يرضي رغبة الزبونة في الأستعلاء والشعور بالأنتصار.
وليس ذللك المشهد الاخير –فقط – الذي يدفع بالمرأة الي عتبة التمكين من بني جنسها رفيقات الحالة الكوافيرية ،
ولكن مرافقة هندسة الرأس وتصفيفها بعمل المانيكريست يدعم احساس المراة بأنها ليست فقط سيدة الزبونات كلهن
نولكنها –كذللك –تاج رأس تللك البنت التي تقرفص على مقعد واطىء تحت قدميها لتدريم اظافرها ،وبردها ،وإزالة الزوائد
الجلدية حول الأظافر،وعين السمكة ،ودعك الجلد الجاف في الكعوب وما تحت المشاط بالحجر ،ثم تدليك الكفين والقدمين
بالكريم ،وأخيرا طلاء الأظافر بلون تدعي الفتاة أو تقتنع الست –في كل مرة –بأنه اللون الموضة في هذا العام .
ولا بأس من انة مكتومة اثناء عمل البنت ،يعقبها عضة-تبالغ في إدعاء الألم للشفة السفلى ،وبما يعطي مبررا –في نهاية
المطاف- للصراخ في البنت وإهدار كبريائها ،وهو ما يقترن – عادة –بو صفها :"حماره .. خللي بالك "،
الأمر الذي يستتبع هرولة الكوافير من خلف المقعد حيث يوضب شعر الهانم ،ا
لى أماميته حيث تعمل المانيكريست –بنفس النمكية والأجادة.
وبالطبع فأن ركوب دماغ المرأة يشتمل –كذللك-علي بيعها سلعة لا تريدها وهي خارجة من المحل ،
مثل عطور أو مستحضرات تجميل ،او أدوات تصفيف أو عدد عناية بالأظافر .
ولا يقتصر ركوب الدماغ على الكوافير الشيك ،أو أو الهانم الأرستقراطية ،أو –حتى –المنتمية للطبقة الوسطى ..
وإنما يتجلى ركوب الدماغ – كذلك – في أوساط القاطنين طابق المجتمع السفلى ،أو في ساحات الكوافيرات البلدي .
وفي هذه المساحة –بالذات تصيح التسميات الحركية هي عنوان الموقف أو المشهد.
الكوافير نفسه عادة ما تصير كنيته مرتبطة بشيء من لوازم الشغلة ،فنرى من يسميه اقرانه :
"عيد بوجودي"باعتباره الأمهر في تللك التفصيلة الكوافيرية ،
بالضبط مثلما يسمى الميكانيكية أحدهم (سيد فيات )أو (مصطفى بوجيه )!
لا بل وتطلق اسماء على تسريحات الشعر مشتقة او مستمدة ومستلهمة من البيئة البلدية نفسها ،
فنسمع عن تسريحة بلح /بلح (ماري انطوانيت)،أو الدوامة (شينيون)وهكذا .
كما تعرف محلات الكوافيرات البلدي نظام تجارة الجملة ،حين يتعاقد أحدهم على تصفيف ،ومانيكير ،وحنة وتحفيف كل
نسوان ،وبنات الفرح مقابل مبلغ مقطوع على بعضه .
وتشهد محلات حلاقي النساء البلديين إحتفاء بأحداث تبدو بالنسبة لنا مدهشة ،حين يأتي أحدهم بفرقة القلم المصري لصاحبها المعلم فكري حسن لتعزف على باب المحل يوما بليلة
:"آه ياني ياني ياني .. م الحجر الأولاني"
بمناسبة إدخال المحل كجهاز السشوار،بما يعد سابقه حقيقية في المنطقة ،
وغالبا ما تحوط الأحتفالية أنشطة أخرى تزيد الصورة بهاء،وتسبغ روح بهج فوار على المشهد ،
ضمنها تحلق بعض فرق الحاوي ، التي يطلق أحد أفرادها نارا من فمه ،
او عربه نيشان تهادي الفائزين في لعبتها بعض قطع اللكوم ،
فضلا عن سرب من بنات المنطقة ترقصن حافيات على الأسفلت ،
مع خبط الجبهات بكلوي الأكف على نحو يفيد الإستغراق الكامل في جنون الحالة .
هذا فيما يدور حول المكان عدد من صغار أولاد الحي يلبسون بدل ضابط ، ويركبون دراجات ،
غطت عجلاتها أوراق الكريشة صارخة الأ لوان ، بينما تقف على الرصيف تجمعات لشباب المنطقة حليقي الروؤس ،
الذين يرتدي أحدهم حزاما عليه جمجمة من المعدن الأبيض ، والآخر نظارة مراية ، والثالث صديرية من الجلد بالكباسين ،
والأخير حذاء ذي بوز طويل جدا وملوي ..
وفي يد كل من الشباب سيجارة يلتهمها في كل لحظة عبر نفس جنوني من مدخن محترف ،وأحدهم ينظر في عيون المارة
لتأمل تأثير تربيته أظفر أصبع يده الصغير في نظراتهم اليه .
الأسطوات الكوافيرات .. حتى في تللك المناطق ، هم فقط – الذين تسمح النسوة والبنات بأن يركبوا أدمغتهم لأنهم
بالنسبة للمرأة البلدية ليسوا –فقط-وسيلة للتجميل ، وإنما هم طريق للصعود الإجتماعي والأرتقاء ،
حين يحققون لكل منهن حلمها في أن تكون مثل غادة عبد الرازق أو شمس ،
أو أن تصير ( راسا) ( براس ) مع ستها التى تعمل لديها ، او صاحبة محل الملابس الداخلية الحريمي التي تشغلها ،
أو زوجة وكيل النيابة الغني في العمارة التي بالشارع الرئيسي ، والذي تراقبه وتلود عليه راغبة متمنية . ...............
نعم الكوافير –فقط –هو سيد دماغ المرأه وراكبه،
إلا في حالات ثلاث:
إحداها : أن تتحجب مستحرمة حتى ملامسة يديه لشعرها .
وثانيتها :أن تستبدل ست كوافيره بحلاقها القديم .
وثالثتها: أن تصبح قرعاء.
وفتكم بعافية !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق