بائعة العفاريت؟!! إستعاذت بربها من الشيطان الرجيم ، تفلت فى صدرها ثلاث وهى ترتجف مرددة : ( قل أعوذ برب الفلق من شر ماخلق ) ، ...
بائعة العفاريت؟!!
إستعاذت بربها من الشيطان الرجيم ، تفلت فى صدرها ثلاث وهى ترتجف مرددة :
(قل أعوذ برب الفلق من شر ماخلق) ،
حولت فضائيتها المفضلة ولكنها وجدته أمامها مرة أخرى ،
أغلقت جهاز التليفزيون وجلست تقرأ آيات تصرف الجن والعفاريت علها تصرفه فلايؤذيها ولاتؤذيه ،
وبعد عدة ساعات تسللت فى هدوء يراودها الأمل أن يكون قد إنصرف ورحمها من طلته التى أصابتها بالملل والإحباط
وما إن ضغطت على الريموت إلا وظهر بإبتسامته الصفراء المصطنعة والخبث يملأ عينيه ،
لم تحتمل فقررت مقاطعة جميع الفضائيات التى سكنها مع راكبى الموجة الذين أصروا على إقتحام بيوتنا دون إستئذان
فما كانوا إلا ضيوفا ثقال ، لهم مائة وجه، يتحولون بقدرة عفريت سليمان،
من ضيوف إلى مقدمي برامج ومعدين ومتحدثين عبر الهاتف ومن يفشل منهم أو يطرد يشارك فى إمتلاك فضائية،
أوحتى يمتلكها بمفردة فيتربع علي عرشها جاثما على قلوبنا ،
شعرت بالضيق والقهر،أحكمت غلق أبواب شقتها وفتشت حجرتها خوفا من أن تصادف شبحه فيها،
خطت على بخورها سبع مرات وإستعاذت من الفضائيات وضيوف الفضائيات وأصحاب الفضائيات وعفاريت الفضائيات
ممن يظهروا لنا ليل نهار يلعبون بعقولنا ويتبعون خطوات الشيطان فيشعلون الفتن بين الناس
ضاربين بأمن وإستقرار وطنهم عرض الحائط ...
إنتظرت فترة الصباح وبيد مرتعشة ضغطت على مفتاح التليفزيون
نظرت فى ترقب داعية المولى عز وجل أن يريحها من طلعته البهية،
فإذا ببرنامجه معادا، ولما تملكها اليأس قررت مقاطعة جميع البرامج الإخبارية وإستبدلتها بأخرى فنية
وإذا بها وبعد أن إبتعدت عنه وعشيرته مسافات تجده بنفس ثقل ظله وغروره يدير حواراته السمجة مع نجوم الفن ،
حدثت نفسها قائلة :الأفضل متابعة برامج المسابقات رغم تفاهتها وضياع الوقت، إما فى فتح صناديق أو فى إدارة عجلة أو
فى إكتشاف من هو صاحب الصورة المخفية؟
وإذا به يظهر هو وقبيله ضيوفا يلهون ويلعبون بنفس ملامحهم الجامدة وكذبهم المكشوف وتلون شخصياتهم ،
لم تصدق عينيها أغلقت فى وجهه
وهى تردد : (هو انتم ورانا ورانا ليل ونهار هو مفيش غيركم وألا إيه؟ أكيد ده شغل عفاريت )،
وأخيرا هداها تفكيرها إلى بيع التليفزيون بما يحتويه من عفاريت الفضائيات ،
لكن ضميرها لم يسمح لها بأن تتحول إلى بائعة عفاريت وتبلى من لاذنب لهم ؟!!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق