يحكى أنه في زمن بعيد كان هناك توأم من الفتيان احدهما اسمه مروان والآخر اسمه سلمان وكان لمروان دكان يبيع فيه الأحذية وكان لسل...
يحكى أنه في زمن بعيد كان هناك توأم من الفتيان احدهما اسمه مروان والآخر اسمه سلمان وكان لمروان دكان يبيع فيه الأحذية وكان لسلمان دكان يبيع فيه القماش
وكان الناس يتكاثرون على دكان سلمان يشترون فأصبح لديه من الزبائن كثير وأفاء الله عليه برزق وفير , وقرب ساعة الليل الاولى وقد غابت الشمس بعد نهار طويل يجلس يعد نقوده وما كسبه طول اليوم , ويحمد الله ويقول :
ـ الحمدلله أنت صاحب الفضل والنعمة اللهم بارك لي في رزقي
وفي ناحية قريبة من دكانه وفي نفس الساعة الاولى من الليل جلس مروان حزينا فلم يجمع من النقود الا القليل لانه لم يبع ا لا قليـــلا وظل يقول :
ـ ماهذا الحظ العاثر ؟ ماهذا الرزق الضيق هذا أخي يعد النقود وقد امتلأ دكانه بالزبائن طول النهار أما أنا وفجأة يتقدم اليه جمع من الناس يسألونه:
ـ أنت سلمان صاحب دكان القماش الآن تبيع الأحذية وتركت القماش ؟؟
ويختلف بعض الناس في معرفة مروان من سلمان فهما توأم نفس العينان والانف و الشفتان
لكن أغلب الناس يعرفون سلمان صاحب أذن كبيرة وشعر كثيف وهنا يختلف في الشكل عن مروان , ولما قام مروان لمن سأله قال في الحال :
ـ أنا مروان صاحب دكان الأحذية ولست سلمان أما أخي دكانه هناك عند زاوية الطريق
وينصرف الناس وهم يتحدثون :
ـ سبحان الله نفس العينان
وآخر يقول : حتى الشفتان
وآخر : نسيت أن سلمان أذناه كبيرتان وشعره كثيف
أما مروان جلس في دكانه بعدما أغلق السوق أبوابه و ظل يقول :
ــ أغلق أخي دكانه وأغلق السوق أبوابه وأنا لم يأتيني أحد يشتري أو حتى يسأل
ولما عاد مروان الى بيته آسفا حزينا , رقد على سريره ولم يأكل ولم يشرب وهو يفكر
و حين جاء اليه شيطانه يوسوس له ويقول :
: أرأيت يا مسكين أخيك أوفر منك حظا وأكثر مالا لما لا تأخذ أنت محل القماش و أخيك يأخذ دكان الأحذية وتتمتع أنت بأرباح القماش والزبائن ويصير لك الدكان و السمعة والمكان
وزين له شيطانه الفكرة و فرح مروان,و لم يذق طعم النوم ينتظــر الصباح
وجاء اليوم التالي وأسرع مروان الى دكان أخيه ووجد أناسا كثيرون وزبائن كعادة الدكان وبعد السلام طلب مروان من أخيه أن يأذن له بالكلام
وطلب سلمان من صبيه أن ينتبه للدكان , واقترب من أخيه مروان وقال :
ـ خيرا يا مروان ما الذي جعلك تترك عملك الآن؟؟
وتوقف مروان قليلا عن الكلام وبدأ الكلام بالبكاء والشكوى من حاله وحال الدكان فلا رزق يأتيه منذ شهر وأيام , واحس سلمان الأسى لحال أخيه وقال :
ـ كن صبورا يا مروان والرزق بيد الله وأطمئن يا أخي سيعود اليك الرزق الوفير يوما ما
رد مروان وهو مستاء حزين :
ـ متى متى ؟
قال سلمان : لاتكن عجولا والصبر فاتحة الفرج
ولم يسترح مروان لقول سلمان حتى طرح عليه الفكرة أن يأخذ محل القماش ويأخذ سلمان تجارة الحذاء , و دهش سلمان للفكرة وقال في الحال :
لكنك يا مروان لم تبع من قبل أي قماش ولاتعرف التجار
وظل مروان يرجو أخيه ويطلب اليه المساعدة وقد ساء حاله , ويعطيه الفرصة وتجارة القماش ووافق سلمان على الفكرة رأفة بحــال أخيه
وتمر الأيام والأيام وتروج تجارة الأحذية مع سلمان وصار له النجاح كما كان من قبل في تجارة القماش ,ومروان لم يأتيه من الزبائن كما كان يأتي لسلمان
وعاد من جديد غضبان آسفا على حاله حتى جاءه أخوه يوما في داره وقال :
ـ لاتستسلم لليأس يا مروان وهيا معي نزور صديقنا حسان
ـ حسان لما ؟
ـ أصابه مكروه ولابد أن نزوره الآن
وذهبا معا الى بيت حسان ولما وصلا أطرقا الباب ورحب بهما حسان أجمل ترحاب وسألاه في الحال عما أصابه
قال: الحمدلله هجم اللصوص على الدكان في الليل وأخذوا كل شيئ
قال مروان : كل شيئ
وضحك حسان وهو يرد على مروان ويقول :
نعم كل شيئ بل ولم يبقى معي ما يكفي الاالطعام والشراب
وتعجب مروان كيف يضحك وقد أصابه ما أصاب ولايحزن ولا يستاء
قال حسان : نحمد الله في كل حال وآن
ويتبسم ضاحكا ويقول :
أعود آلان وكأني صبي في دكان وأصبر حتى يفرج الله عنــي
ولما أخبره سلمان عن حال مروان وضيق الرزق والحال تبسم حسان وأشار الى مروان وقال في الحال كأنه لاحت لديه الفكرة :
ما رأيك أن تبدل باب الدكان ؟؟!
, ونظر مروان الى سلمان كأنه تعجب من قول حسان , وتابع حسان ونصحه أن يقصد النجــار غســان ليصنع له بابا من الزان , وانصرفا سلمان وأخوه مروان من دار حسان
وظل يردد مروان متعجبا : أشكو ضيق الرزق والحال ويقول لي بدل باب الدكان
وفهم سلمان مايقصده حسان وشجع أخيه أن يعمل بالنصيحــة ويذهب الى النجارغسان وحين مضت ليلة أو ليلتان وكان مروان مترددا في الذهاب حتى قرر أن يأتي النجار
ولما أتاه قبل أن تغيب الشمس وبعد ما رحب به غسان وحكى له ما كان وطلب أن يصنع له الباب
قال غسان : سوف أصنع لك الباب لكن هناك شرط ؟!
قال مروان : أي شرط!
قال غسان : أن تدعو وتقول وأن تفتح الباب يارب يا رزاق افتح لي الابواب.
وبدل مروان باب الدكان بعد ما صنعه له غسان على أحسن ما كان من خشب الزان وأجمل الألوان وظل يقول كلما فتح الباب يارب يا رزاق افتح لي الأبواب.
وكان الباب يعجب كل من يراه , وراجت بعده تجارة مروان وفتح الله عليه وصار مسرورا وفرحان
وفي يوم من الأيام وفي غفلة من آخر الليل جاء لصوص الى دكان مروان وسرقوا منه الباب.
وحزن مروان وأسرع الى الى النجار غسان يطلب إليه أن يصنع له نفس الباب لكن غسان اعتذر إليه وقال لاأستطيع أن أصنع لك مثل هذا الباب فلم يعد عندي نفس الخشب ولا الألوان لكني أنصحك الآن.
قال مروان : قل لي في الحال.
قال غسان : سوف أغيب عن البلاد شهرين وأحضر لك نفس الباب لكني أشترط عليك!
قال مروان : شرطك أمر يا غســان
قال غســان : ضع باب الدكان القديم ولا تفتحــه إلا بالدعاء.
وعاد مروان واستمع لنصيحة غسان ووضع على دكانه الباب القديم وأخذ يردد في كل يوم وقبل أن يفتح الدكان يارب يا رزاق افتح لي الأبواب.
وتمر الشهور والأيام وتبدل الحال فلم يعد غسان الى البلاد ولم يأتِ بالباب وجاء سلمان يطمئن على أخيه ولما وجده في أفضل حال قــال :
ـ ألا زلــت تنـتظر غســان ليأتي إليك بالباب؟؟
يضحك مروان ويقول: عرفت الآن سر الباب.
وتبسم سلمان وقال : ســر البــاب؟؟
فقال مروان : نعم يا سلمان إنه الدعـــاء .. يارب يا رزاق افتح لي الأبواب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق