هل تعلمي أن الماء والنبات والجماد والحجر والشجر يسبح بحمد ربه ( وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم ) .....
هل تعلمي أن الماء والنبات والجماد والحجر والشجر يسبح بحمد ربه
( وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم ) ..
هل تعلمي أن الطير يسبح بحمد ربه
( ألم تر أن الله يسبح له من في السموات والأرض والطير صافات كلٌّ قد علم صلاته وتسبيحه )
هل تعلمي أن الرعد يسبح بحمد ربه
( ويسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ) ..
إن الأرض تسجد لربها .. والنجوم تسجد لربها .. والشمس تسجد لربها ..
والقمر يسجد لربه .. والجبال تسجد لربها .. والشجر يسجد لربه ..
والدواب تسجد لربها ..
قال تعالى :
( ألم تر أن الله يسجد له من في السموات والأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس ) ..
فما بال الإنسان بعد ذلك يستنكف ويستكبر على خالقه ؟
ما باله يتمرد على نظام الحياة أجمع ؟
وماذا عساه يساوي في هذا الكون ؟
وأين مكانه في هذا العالم الفسيح ؟
يا عجبا من مضغة لحم .. كيف تسمع آيات الله تتلى عليها ، فلا تلين
ولا تخشع ولا تنيب .. فليس بمستنكر على الله عز وجل أن
يخلق لها نارا تذيبها إذا لم تلن على كلامه وذكره ومواعظه !!
كل هذه الكائنات ، وتلك المخلوقات ، تسبح خالقها وتقدسه ، وأنت غافل لاه ..
وقد خلقت لأجلكم ، وسخرها طوع أمركم ، وقد كرّمكم وفضّلكم ؟!
فمن الشاذ والغريب ؟
كيف تتمردي على خالقك ، وتستنكفي عن طريق الهداية ،
فتستظلي وتختبئي حين تواقع المعصية وراء حائط يسبح ويسجد لربه !!
أختي .. إما أنكِ تستشعري حرارة المعصية أو أنكِ لا تشعري بها !!
فإن كنتي لا تشعري فويحكِ أسرع لأنه الران ، وهل تدري ما الران ؟
طبقة تغطي القلب لكثرة المعاصي فلا يشعر بعدها بحرارة الذنب .. إنها المعصية ..
تظلم الوجه ، وتضيق الصدر ، وتسود القلب وتميته ، وتحرم نور العلم وتحرم الرزق ..
فماذا تنتظري ؟!!
أعرف أن الفتاة الغافلة ليست هذه أول كلمة تسمعها ،
وأنها قد مرت بها مواقف عدة دعتها للتفكير في التوبة والرجوع إلى
الله ،
لكن السؤال الآن هو :
لماذا الإصرار على الخطيئة ؟!!
ولماذا التردد في سلوك سبيل الصالحين ؟!!
انظري إلى من حولكِ ، إلى من هو في سنكِ وعمركِ ، ممن هداهم الله
فأقبلوا على طريق الصلاح والتقوى ، وانظري إلى من كان له تاريخ في
الغفلة والصبوة فنهض وعاد إلى مولاه ،
إنهم بشر مثلكِ ، ولهم شهوات وتنازعهم غرائز ، وتعرض لهم الفتن وتشرع أبوابها امام ناظريهم
فما بالهم ينتصرون على أنفسهم ؟
وما الذي يجعلهم يستطيعون وأنتي لا تستطيعي ؟
اختي
تيقني حق اليقين أن ملك الموت كما تعداكي إلى غيركِ فهو في الطريق إليكِ
وما هي إلا أعوام أو أيام بل ربما لحظات .. فتصبحي وحيدة فريدة ..في قبرك ..
إن هناك أناسا اعتقدوا أنهم قد خلقوا عبثا وتركوا سُدى بلا وظيفة .. فكانت حياتهم لهوا ولعبا ..
تعلوا أبصارهم الغشاوة ، وفي آذانهم وقر فلا يسمعون الهدى يناديهم ..أعينهم متحجرة وقلوبهم معميّـة فلا يرون الطريق
إلى الله تعالى .. في مجالسهم تجد كل شيء .. إلا ذكر الله تعالى !
هربوا من الله وهم عبيده وبين يديه وفي قبضته .. دعاهم فلم يستجيبوا له ..
واستجابوا لنداء الشيطان ولرغباتهم
وأهوائهم ..
فيا عجبا من هؤلاء .. كيف يلبون دعوة الشيطان ويتركون دعوة الرحمن ؟!
حقـا .. فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور !!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق